في محطة الأتوبيس

القاهرة الساعة السابعة و نصف صباحا يكون لها طابع خاص، حيث ان تقريبا معظم سكانها يكونوا موجودين في الشارع، تلاميذ مدارس طلاب جامعة و موظفين ( وطبعا انا كمان واقف معاهم ) ، و طبعا كلما مر الوقت زاد الزحام و زاد التوتر...

الأول : يارب الحق المحاضرة، الدكتور ده رخم مابيدخلش حد وراه.
الثاني : يوه هاتزنب تاني مع المتأخرين.
الثالث :أيه القرف اللي علي الصبح ده، إنا هلاقيها من المواصلات و لا من العيال ولا من المدير بتاعي، دلوقتي يسم بدني بكلمتين عالصبح.
الرابع : ده انا..

الجميل في الموضوع هو ان الكل يتمني شيء واحد في نفس الوقت
و كأنه هدف قومي موحد ( يارب الأوتوبيس ييجي )

الساعة الأن الثامنة و ربع.

وها قد جاء الأتوبيس، وهنا نبدأ موضوعنا :

(الحمد لله الأتوبيس فاضي)، و لكن الأتوبيس له باب واحد و يوجد اكثر من 50 فرد يريدون الصعود.
الغريب انك تجد 49 فرد امام الباب يحاولون الصعود، ليس هذا فقط بل و يدفعون بعض بل ويضربون بعض من أجل الصعود، و يظل الأتوبيس خالي لفترة من الوقت و ذلك لأنه كلما حاول فرد الصعود انزله الأخر كي يصعد هو.

( طبعا فكرة إن في ستات أو أطفال أتلغت من زمان جدا ده حتي في ناس بترضي ضميرها بإن الست مكانها البيت و تستاهل بقي اللي يجري لها لو نزلت الشارع، و العيال بقي تبقي تصحي بدري، طبعا ناس كتير بتسأل انت مش قلت 50 واحد ليه بعد كده قلت 49، ما هو انا واقف اتفرج علشان عمري ما هعرف اركب)

الغريب أن معظم الناس الذين استطاعوا ان يصعدوا هم الذين استغللوا فرصة انشغال الناس بضرب بعضهم و تزاحموا للصعود.
(طبعا الأتوبيس مشي و الناس بتضرب بعض لسة و ناس تاتية بتحوش بينهم و انا بتفرج )

بعد مرور بعض الوقت و تكرار السيناريو، يكون قد قل عدد الناس حيث استطيع الصعود. ( أنسوا طبعا اني أقعد )
تأتي المرحلة التي هي سبب كتابتي للموضوع من الأساس:

عادة في المواصلات العامة يقف السائق في المحطات المخصصة لنقل الركاب، و من البديهي ان تتكرر فكرة ان يقف السائق عند كل محطة.
( ملحوظة : سائق الأتوبيس يستيقظ مبكرا ليذهب من بيته الي عمله حيث يستقل الأتوبيس و يبدأ عمله بالمرور علي المحطات )

عند تكرار وقوف السائق طبعا يضيع بعض الوقت، فيقوم أحد الناس بالتطوع
قائلا ( ياسطي متأخرين علي الشغل ياسطي )
فيرد قائلا ( مش باشوف شغلي انا كمان و لا بلاش اشتغل عشان سيادتك متأخر)
فيتشجع الأخر ( العربية اتملت هتودي الناس فين تاني)
ْيرد الأخر (ركبهم فوقينا احسن)
ترد سيدة ( يا عم امشي بقي ورانا مصالح )
يقف السائف بالسيارة وينظر خلفه ( اللي مش عجبه ينزل) و ينتظر حتي يبدأ الركاب إما ان يقوم أحدهم بسبه و تبدأ مشكلة جديدة أو أن يستهديه الناس حتي يعاود العمل.

ملحوظة : السيارة مكتظة من الأساس و لكن عندما انتهت مشكلة الصعود و ظهرت مشكلة الوقت،
ظهر نوع أخر من حب الذات، مثلما حدث عند الصعود ( الدفع و الضرب و ما الي ذلك ) و هو انه لا يريد حتي أن يقف السائق ليحل مشكلة الناس الواقفين علي المحطات منتظرين الأتوبيس أن يمر ليصطحبهم حيث هم ذاهبون كما اصطحبه الي حيث هو ذاهب.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

احمد عصمت

كله ماشي

لا